جلال برجس يبدع في روايته (معزوفة اليوم السابع)

جلال برجس يبدع في روايته (معزوفة اليوم السابع)
جلال برجس يبدع في روايته (معزوفة اليوم السابع)

جلال برجس يبدع في روايته "معزوفة اليوم السابع"

رمضان الرواشدة

درب الأردن - يختطّ الروائيّ الأردنيّ جلال برجس لنفسه أسلوباً وخطّاً جديداً وخاصّاً في روايته الصادرة حديثاً بعنوان "معزوفة اليوم السابع" على غير ما كتبه في رواياته السابقة: دفاتر الوراق وسيّدات الحواسّ الخمس وأفاعي النار.

في هذه الرواية الّتي صدرت في طبعتين في القاهرة وعمّان، ونالت شهرة واسعة جدّاً، يلجأ برجس إلى أسلوب التشويق المكثّف المليء بالعقد الروائيّة الّتي سرعان ما تقودك إلى تلاقي شخوص الرواية في أكثر من خطّ سرديّ دراميّ لتصل في النهايات إلى حلّ كلّ هذه الألغاز والعقد الروائيّة.

يستخدم برجس ما لديه من مخزون ثقافيّ ولغويّ وشاعريّ، خاصّة أنّه يكتب الشعر، أيضاً، في توظيف وحشد الرسائل الأدبيّة الّتي امتلأت بها الرواية بين شخصيّاتها الرئيسة في لغة جميلة وفريدة ومليئة بالتدفّق الشعريّ والبلاغيّ.

ويصوغ برجس قصّة روايته الّتي تتحدّث عن مدينة يتحكّم في كلّ مفاصلها الحيويّة تنظيم سرّيّ غامض له طقوسه الخاصّة سمّاهم "أبناء الطائر الأسود" وهي تسمية قريبة جدّاً من بعض التسميات المعروفة لتنظيمات سرّيّة نسج الناس حولها نظريّات خاصّة، ومنها أنّها تتحكّم في العالم وأنّ أعضاء الجمعيّة السرّيّة لا يعرفهم الناس البسطاء.

إلّا أنّ جلال برجس يغيّر السائد في "نظريّات المؤامرة" من انتصار هذه التنظيمات السرية حيث يحرّك في روايته رياح الثورة العارمة الّتي تقود إلى نهايات هؤلاء الّذين يتحكّمون بالمدينة.

رواية ماتعة وشائقة بصورة كبيرة، ولست بصدد شرح الرواية لكي أترك للقارئ اكتشاف عوالمها السرّيّة والجماليّة والمشوقة وبحيث لا يفقد القارئ متعته في قراءة ها الرواية الجميلة.