الرواشدة يكتب: الأردن سند العرب وكاسر الحصار عن غزة

الأردن سند العرب وكاسر الحصار عن غزة
كتب: راشد الرواشدة
حين تُقفل الأبواب في وجه الجائع، ويُترك الطفل وحيدا في مواجهة الطائرات، وحين يصبح رغيف الخبز أمنية، والدواء معجزة، ويضيق على الإنسان الوطن والمأوى والملجأ، يخرج صوت لا يشبه الضجيج.. صوتٌ نابع من ضمير الأمة، ومن جغرافيا الوفاء، اسمه المملكة الأردنية الهاشمية.
وفي لحظة اختنق فيها العالم بالصمت، وكانت العواصم تنظر إلى غزة من خلف الزجاج، وتكتب بياناتها بمداد العجز، تحركت المملكة الأردنية الهاشمية، لا لتُزايد، بل لتقول بالفعل لا بالقول.. لن نسمح أن يُترك الشقيق وحده في ميدان الجوع والحصار والموت.
بهذا الإيمان العميق بالإنسان، وبهذا الالتزام الأخلاقي الذي يسبق كل الحسابات، سيّرت الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، وبتوجيهات ملكية سامية، قوافل الحياة نحو غزة وسوريا، لتكتب المملكة سطرا جديدا في كتاب العروبة الحقيقية، لا نبيع مبادئنا، ولا نخون الجار، ولا نخلف وعد الدم والخبز.
الأربعاء، كان مشهدا مزدوجا لكرم الموقف الأردني الهاشمي، حيث انطلقت قافلة مساعدات إنسانية إلى جنوب سوريا، بعد ساعات قليلة من دخول قافلة جديدة إلى قطاع غزة المحاصر، حاملةً أكياس الطحين، وجرعات من الحياة لأناس يعيشون على حدود الجوع والموت.
غزة.. حين كسر الأردن الصمت والحصار
في وقتٍ تتكثف فيه المآسي داخل قطاع غزة، يقف الأردن صامدا في وجه الحصار، يخترق جدرانه بمواقف لا تعرف التردد، فمن خلال تنسيق محكم بين الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية وبرنامج الغذاء العالمي والمطبخ المركزي العالمي، أدخلت المملكة حتى الآن أكثر من 147 شاحنة محملة بالمساعدات الأساسية، كان نصيب برنامج الغذاء العالمي منها 111 شاحنة، والمطبخ المركزي العالمي 36 شاحنة.
ولم تكتفِ المملكة بإرسال المواد الغذائية فحسب، بل شاركت أيضا بتوزيعها ميدانيا، وخصوصا مادة الطحين التي باتت عملةً نادرة داخل القطاع، لتؤكد أن الدعم الأردني ليس موسميا ولا دعائيا، بل نابع من التزام أخلاقي وإنساني لا يعرف المساومة.
جنوب سوريا... قافلة لا تقلّ أهمية
وفي الجنوب السوري، أرسلت الهيئة قافلة مكونة من 10 شاحنات محملة بالأغذية والأدوية والمواد الطبية، عبر مركز جابر/نصيب الحدودي، بعد تنسيق مباشر مع الحكومة السورية والهلال الأحمر السوري، خطوة أخرى تؤكد عمق الجوار، وروابط الدم والجغرافيا، ورسالة واضحة أن استقرار سوريا ووحدتها هو مصلحة أردنية كما هو واجب قومي.
وفي زمنٍ كثرت فيه الأسوار وقلّت فيه الجسور، يمدّ الأردن ذراعيه للأشقاء، ليس فقط بالكلام، بل بالقوافل، بالمواقف، وبالنبض الذي لا يتوقف عن قول الحقيقة.. نحن هنا، لن نترككم وحدكم.