في مأدبا... مياه مستصلحة تعيد الحياة إلى الأراضي الزراعية وتدعم التكيف مع تغير المناخ

بالنسبة له، تمثل هذه المياه أكثر من مجرد مورد للري... إنها قصة نجاح في مواجهة ندرة المياه وتعزيز الزراعة المستدامة في واحدة من أكثر المناطق تأثراً بتغير المناخ في الأردن.
"كنت من أوائل المزارعين الذين وقعوا عقوداً مع محطة تنقية مأدبا لاستخدام المياه المعالجة في الزراعة الحقلية،" يقول أبو سليم، مضيفاً: "التجربة ناجحة، والمياه شبه مجانية وتكفينا لري محاصيلنا، نأمل فقط بتحسين خطوط النقل لضمان تدفقها باستمرار."
تعزيز البنية التحتية وتوسيع الاستخدام الزراعي
محطة تنقية مأدبا، التي أنشئت عام 1986 وخضعت لعدة توسعات، تعد إحدى ثلاث محطات في جنوب الأردن — إلى جانب محطتي معان ومؤتة — تُعاني من عدم كفاية البنية التحتية لتخزين المياه المستصلحة، وسيتم زيادة السعة التخزينية لها ببناء برك و أحواض تبلغ سعتها بنحو 50 الف متر مكعب، وذلك في إطار مشروع "بناء القدرة على التكيف مع تغير المناخ في الأردن من خلال تحسين كفاءة استخدام المياه في قطاع الزراعة (BRCCJ)".
ويموَّل المشروع من صندوق المناخ الأخضر (GCF)، وتنفذه منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بالتعاون مع وزارات المياه والري، الزراعة، والبيئة، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP).
ويشير مدير محطة مأدبا المهندس إدريس الأزايدة إلى أن المياه المعالجة الخارجة من المحطة مطابقة للمواصفات الأردنية المخصصة للزراعات الحقلية، موضحاً أن التوسعة "ستسهم في زيادة مساحة الأراضي المروية بالمياه المعالجة إلى نحو 2000 دونم، وتحد من تصريف المياه في الأودية، مما يحمي مصادر مياه الشرب القريبة مثل وادي الزرقاء–ماعين."
أثر تنموي ممتد عبر أربع محافظات
تستفيد مأدبا، التي يبلغ عدد سكانها نحو 214 ألف نسمة، من خدمات صرف صحي تغطي أكثر من 20 ألف مشترك ضمن شبكة بطول 161 كيلومتراً.
وتعد المحافظة واحدة من أربع محافظات ضمن حوض البحر الميت — إلى جانب الكرك، الطفيلة، ومعان — التي يشملها المشروع البالغة قيمته 33.25 مليون دولار أمريكي.
ويهدف المشروع إلى مساعدة الأردن على التكيف مع آثار تغير المناخ من خلال تحسين كفاءة استخدام المياه في الزراعة، ونقل المعرفة والتقنيات الحديثة، وبناء قدرات المجتمعات المحلية والمؤسسات الوطنية لضمان استدامة الموارد المائية وتعزيز مرونة المجتمعات الزراعية أمام تحديات المناخ.
وبينما يتابع المزارع أبو سليم سقي محاصيله، يرى في هذه الجهود المشتركة بين المؤسسات الوطنية والدولية أملاً متجدداً في مستقبل زراعي أكثر استدامة، قائلاً:"هذه المياه أعادت الحياة لأرضنا".
ويهدف مشروع "بناء القدرة على التكيف مع تغير المناخ في الأردن من خلال تحسين كفاءة استخدام المياه في قطاع الزراعة (BRCCJ)"، الذي تنفذه منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بتمويل من صندوق المناخ الأخضر (GCF)، إلى دعم الجهود الوطنية لتعزيز الأمن المائي والغذائي في الأردن، وبناء قدرات المزارعين والمجتمعات المحلية للتكيف مع التغير المناخي.