(هات ذهبك وخذ فلوسك).. كيف تحولت عبارة بسيطة إلى إمبراطورية ذهبية في الهند

درب الأردن - قبل نحو تسعين عاما، انطلقت عائلة موتهوت من مكتب صغير لتؤسس واحدة من أضخم إمبراطوريات قروض الذهب في الهند، مستندة إلى جملة قصيرة أصبحت شعارًا خالدًا في تاريخها: "هات ذهبك وخذ فلوسك".

اليوم، تمتلك الشركة احتياطيا من الذهب يفوق ما تملكه دول بأكملها مثل سنغافورة، وتدير شبكة تمويل قائمة على الذهب تُعد من الأكبر عالميًا. ومع ارتفاع أسعار الذهب إلى مستويات قياسية وتراجع السيولة في الأسواق، وجد ملايين الهنود أنفسهم أمام خيار وحيد للحصول على النقد السريع: رهن الذهب، وهو ما عزز بشكل غير مسبوق صعود الشركة.

خلال العام الأخير، ارتفعت قروض الذهب في الهند بنسبة 35% لتصل إلى نحو 151 مليار دولار، ما انعكس على أسهم الشركة التي قفزت بقوة، لترتفع ثروة عائلة موتهوت إلى ما يقارب 13 مليار دولار.

وتُعد الهند أكبر خزنة ذهب منزلية في العالم، بإجمالي يقدّر بـ 34,600 طن تعادل قيمة سوقية تقارب 3.8 تريليون دولار. ومن هذه الكتلة الضخمة، تحتفظ موتهوت وحدها بنحو 209 أطنان من الذهب، بقيمة تصل إلى 28 مليار دولار. أما القروض القائمة للشركة فتبلغ نحو 15 مليار دولار، وهو رقم يتجاوز ما يقدمه أكبر بنك حكومي في الهند من قروض ذهبية (8.7 مليار دولار فقط).

لم تعد موتهوت مجرد شركة تمويل، بل تحولت إلى نموذج اقتصادي فريد، أعاد تعريف دور الذهب من كونه مدخرات راكدة إلى قوة مالية ونفوذ اقتصادي، لتصبح نقطة ارتكاز في واحدة من أكبر أسواق الذهب عالميًا. وكل ذلك بدأ بجملة واحدة صنعت التاريخ: هات ذهبك… وخذ فلوسك.