بين واشنطن وبكين.. مصر تعيد رسم خارطة تسليحها الجوي
درب الأردن - كشفت مجلة "يسرائيل ديفينس" الإسرائيلية المتخصصة في الشؤون العسكرية أن المفاوضات بين مصر والولايات المتحدة بشأن صفقة مقاتلات F-15 لا تزال تراوح مكانها، رغم مرور سنوات على الإعلان عن نية واشنطن تزويد القاهرة بهذه الطائرات المتقدمة. ووفقًا للمجلة، من المتوقع أن تدخل المحادثات مرحلة جديدة في نوفمبر 2025، لكن لا يوجد حتى الآن اتفاق رسمي أو جدول زمني واضح للتسليم.
التقرير أشار إلى تصريحات سابقة للجنرال فرانك ماكنزي، الرئيس السابق للقيادة المركزية الأمريكية، وصف فيها عملية توريد المقاتلات لمصر بأنها "مجهود طويل وصعب"، وهو توصيف لا يزال يعكس واقع المفاوضات حتى اليوم. كما أوضحت المجلة أن الكونغرس الأمريكي لم يتلقَّ أي إشعار رسمي من الإدارة بشأن الصفقة، ما يعكس غياب التزام واضح من الجانب الأمريكي.
وتُبدي جهات رسمية في الولايات المتحدة وإسرائيل تحفظات على الصفقة، أبرزها ما يتعلق بالحفاظ على "التفوّق العسكري النوعي" لإسرائيل، وهو مبدأ أساسي في سياسة واشنطن لتصدير الأسلحة المتقدمة في المنطقة. كما تواجه الصفقة معارضة من بعض النواب والباحثين الأمريكيين، بسبب مخاوف تتعلق بسجل مصر في مجال حقوق الإنسان، ما يساهم في إبطاء الموافقة النهائية.
في ظل هذا التعثر، أفادت المجلة بأن مصر بدأت تبحث بجدية عن بدائل لتعزيز قدراتها الجوية، خاصة من مصادر شرقية. وتشير تقارير إلى أن القاهرة تدرس إمكانية شراء مقاتلات صينية متطورة من طراز J-10C وJ-35A، في خطوة تهدف إلى تنويع مصادر التسليح وتجاوز القيود السياسية والتقنية المرتبطة بالتعامل مع الغرب.
ورغم الجمود في صفقة المقاتلات، لا يزال التعاون الدفاعي بين مصر والولايات المتحدة قائمًا، حيث وافقت واشنطن مؤخرًا على تزويد القاهرة بنظام دفاع جوي من طراز NASAMS، بقيمة تصل إلى 4.7 مليار دولار، ضمن صفقة منفصلة.
وخلص التقرير إلى أن العلاقة الدفاعية بين القاهرة وواشنطن تشهد حالة من التوتر، تتداخل فيها اعتبارات جيوسياسية معقدة، وضغوط داخلية أمريكية، وحسابات إقليمية دقيقة، ما يؤثر على وتيرة التقدم في صفقات السلاح الكبرى. وفي ظل غياب التزام أمريكي واضح بشأن صفقة F-15، تجد مصر نفسها أمام تحدٍ استراتيجي للحفاظ على تفوقها الجوي في منطقة تشهد تصاعدًا في التهديدات والمنافسات العسكرية.




