هل يُشكل الاتفاق الدفاعي السعودي–الباكستاني بداية لعصر جديد من الردع الإقليمي؟
اتفاق دفاعي سعودي–باكستاني تحت الغطاء النووي: تحالف يغيّر موازين القوى ويرسل رسالة ردع لإسرائيل

درب الأردن - وقّعت المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية،الأربعاء الماضي، اتفاقاً دفاعياً مشتركاً ينص على اعتبار أي اعتداء على أحد البلدين بمثابة اعتداء على الآخر، ما أثار موجة واسعة من التفاعل عبر منصات التواصل الاجتماعي، وسط تحليلات اعتبرتها "رسالة ردع لإسرائيل" و"إشارة ضغط على واشنطن".
الاتفاق الذي وقّعه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، يُنظر إليه كخطوة استراتيجية تعزز من موقع الرياض كلاعب محوري في هندسة توازنات الأمن الإقليمي، وتضع إسلام آباد تحت مظلة الحماية السعودية، وفقاً لتعليقات نشطاء على منصة "أكس".
وفي سياق متصل، تفاعل نشطاء على منصة "إكس" مع تعليق وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، على إعلان توقيع اتفاق عسكري للدفاع المشترك مع باكستان.
وقال الأمير خالد بن سلمان في تدوينة أمس الخميس: "السعودية وباكستان.. صفا واحدا في مواجهة المُعتدي.. دائما وأبدا".
تحالف إسلامي يلوح في الأفق
المحلل السياسي التركي رمضان ياشار اعتبر أن الاتفاق السعودي–الباكستاني قد يكون مقدمة لتشكيل تحالف عسكري واقتصادي إسلامي يضم تركيا، إيران، مصر، السعودية، وباكستان، مشيراً إلى أن هذه القوى مجتمعة، مدعومة بموارد الخليج، قادرة على فرض ضغوط حقيقية على الولايات المتحدة لكبح جماح إسرائيل.
وقال ياشار: "تركيا وحدها لا تستطيع إيقاف إسرائيل، لكن اتحاداً إسلامياً مؤسسياً قادر على تغيير قواعد اللعبة"، مشيراً إلى أن دعوة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لتفعيل آليات التحالف، وتصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول تطوير أنظمة أمنية مشتركة وتبادل المعلومات الاستخباراتية، تعكس استعداداً متزايداً لتنسيق العمل بين دول المنطقة.
دعوات للتصعيد الجماعي
في السياق ذاته، دعا رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى اعتبار أي عدوان إسرائيلي على دولة عربية أو إسلامية تهديداً جماعياً، بينما اقترح رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف تشكيل قوة مهام عربية–إسلامية لمواجهة ما وصفه بـ"الطموحات التوسعية الإسرائيلية".
رسائل متعددة الاتجاهات
التحليل السياسي يرى في الاتفاق السعودي–الباكستاني أكثر من مجرد تفاهم ثنائي؛ بل هو رسالة مزدوجة: ردع مباشر لإسرائيل، وتحذير غير مباشر لواشنطن بأن خارطة التحالفات في الشرق الأوسط قد تتغير جذرياً إذا استمرت السياسات الغربية في تجاهل مصالح الدول الإسلامية.
هل نحن أمام ولادة محور إسلامي جديد يعيد تشكيل ميزان القوى في المنطقة؟ الأيام القادمة قد تحمل الإجابة.
وكالات+رصد