قراءة سلامي التكتيكية تضع علامات استفهام كبيرة في مواجهة الإمارات
المباراة الأولى للنشامى.. جرس إنذار مبكر لسلامي في كأس العرب
درب الأردن - حقق المنتخب الوطني الأردني لكرة القدم فوزًا مهمًا على نظيره الإماراتي بنتيجة (2-1)، في المباراة التي أقيمت مساء أمس الأربعاء على ملعب البيت، ضمن الجولة الأولى من دور المجموعات لبطولة كأس العرب 2025، ليعتلي صدارة المجموعة الثالثة ويمنح جماهيره دفعة معنوية كبيرة في بداية المشوار.
ورغم الفوز، فإن اللقاء كشف عن ثغرات واضحة في المنظومة الدفاعية للنشامى، إضافة إلى قرارات تكتيكية مثيرة للجدل من المدرب جمال سلامي، الذي لم يقرأ المباراة بالشكل الأمثل، خاصة بعد طرد لاعب إماراتي في مطلع الشوط الأول، حيث كان من المفترض أن يستغل المنتخب النقص العددي لصالحه، لكن غياب التغيير التكتيكي منح الأبيض الإماراتي فرصة العودة وتسجيل هدف التعادل مطلع الشوط الثاني، وكاد أن يتقدم لولا براعة الحارس يزيد أبو ليلى الذي أنقذ مرمى النشامى من هدف محقق.
ثغرات دفاعية بسبب الغيابات
غياب لاعبين مؤثرين في خط الدفاع مثل يزن العرب، محمد أبو النادي، وموسى التعمري انعكس بشكل مباشر على أداء النشامى، حيث ظهرت الثغرات في قلب الدفاع بشكل واضح. وكان على المدرب سلامي أن يجد البديل المناسب لسد هذه الفجوة، إلا أن الحلول لم تكن بالمستوى المطلوب، ما جعل المنتخب الإماراتي يضغط بقوة ويهدد المرمى المنتخب الوطني في أكثر من مناسبة.
قرارات تكتيكية مثيرة للجدل
إهدار ركلة الجزاء الثانية: علي علوان، الذي سجل الهدف الأول، أهدر ركلة جزاء أخرى، ما أثر على تركيزه بشكل واضح، بعد ذلك فضّل تمرير كرة انفرادية ليزن النعيمات بدلًا من التسديد بنفسه، وهو ما يعكس فقدانه الثقة بعد الإهدار، وكان من الأفضل أن يُسدد لاعب آخر الركلة لتجنب الضغط النفسي.
وفيما يخص أحمد العرسان: حاول إثبات نفسه في التشكيلة الأساسية، لكنه أهدر فرصتين محققتين للتسجيل، ما دفع سلامي لاحقًا إلى استبداله.
غياب الاستغلال العددي: بعد طرد لاعب إماراتي مبكرًا، لم يغيّر سلامي أسلوب اللعب أو يضغط هجوميًا بالشكل المطلوب، ما منح الإمارات فرصة السيطرة على وسط الملعب لفترات طويلة.
جرس إنذار مبكر
المباراة الأولى للنشامى في البطولة كانت بمثابة جرس إنذار مبكر للمدرب جمال سلامي، الذي أشاد بروح الفريق بعد اللقاء، لكنه مطالب بمراجعة قراءته الفنية وتدارك الأخطاء سريعًا إذا أراد المنتخب مواصلة المشوار بنجاح في البطولة.
ما هو المطلوب
ضرورة تعزيز الخط الدفاعي وإيجاد البدائل المناسبة للغيابات.
تحسين القراءة التكتيكية للمباريات واستغلال الظروف مثل النقص العددي للمنافس.
التركيز على تنويع الخيارات الهجومية وعدم الاعتماد على لاعب واحد في تنفيذ الركلات الحاسمة.
خلاصة القول، فوز النشامى على الإمارات مهم من الناحية المعنوية، لكنه كشف عن أخطاء تكتيكية ودفاعية يجب أن يتداركها المدرب جمال سلامي سريعًا، خاصة أن المواجهات المقبلة أمام الكويت ومصر ستكون أكثر صعوبة، ولن تحتمل تكرار نفس الأخطاء، البطولة لا تزال في بدايتها، لكن الطريق إلى الأدوار المتقدمة يتطلب قراءة أدق للمباريات، وإدارة أفضل للغيابات والفرص.




