المواجهة الإسرائيلية الإيرانية "الطلقة الأخيرة".. حين دوّى الصمت بصوت الانفجار

درب الأردن - في فجرٍ متوترٍ من صباح الثلاثاء، وبينما كانت عقارب الساعة تقترب من السابعة، كان العالم يترقّب لحظة دخول وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل حيّز التنفيذ. لكن طهران اختارت أن تكتب سطرها الأخير بالنار، لا بالحبر.
قبل ساعة من بدء الهدنة، انطلقت موجات من الصواريخ الإيرانية نحو أهداف إسرائيلية، في هجومٍ وصفه الإعلام الإيراني بـ"الطلقة الأخيرة"- رسالة نارية أرادت بها طهران أن تُغلق الفصل الدموي بشروطها. مدينة بئر السبع اشتعلت تحت وابل الصواريخ، وسُجّل مقتل أربعة أشخاص ودمار واسع، فيما استهدفت الضربات أيضًا مدينة حيفا وقاعدة رامات دافيد الجوية.
في المقابل، كانت كيلان الإيرانية تنزف من الداخل، حيث أسفرت انفجارات عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة العشرات، في ما وصفته طهران بهجوم إسرائيلي انتقامي.
وبينما أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن العمليات العسكرية ستتوقف عند الساعة السابعة، كانت الصواريخ لا تزال تمزّق السماء، وتدكّ القواعد والمواقع، من بئر السبع إلى قاعدة العديد في قطر.
في تلك اللحظة، كتب التاريخ مشهده الأكثر تناقضًا: إعلان أمريكي عن وقف إطلاق نار، يتزامن مع دويّ صفارات الإنذار، وانهيار مبانٍ، وصرخات تحت الأنقاض، وبينما التزم نتنياهو الصمت وطلب من وزرائه عدم التعليق، كانت "الطلقة الأخيرة" قد قالت كل شيء.وكالات+رصد