الرواشدة يكتب: الملك من برلين.. قيادة أردنية حازمة لإغاثة غزة والدفاع عن الحقوق الفلسطينية

الملك من برلين.. قيادة أردنية حازمة لإغاثة غزة والدفاع عن الحقوق الفلسطينية
كتب: راشد الرواشدة
صوت واضح، موقف راسخ، حضور سياسي وإنساني لا تخطئه عين المراقب.. جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، يُجدد من برلين التزام الأردن الأخلاقي والإنساني تجاه فلسطين، ويؤكد أن الكلمة الوازنة لا تزال ممكنة في زمن ازدحمت فيه الساحات بالضجيج وخفتت فيه الأصوات الصادقة.
لا شك أن، لقاء جلالته بالمستشار الألماني فريدريش ميرتس في برلين لم يكن مجرد محطة دبلوماسية، بل كان منصة أطلق منها موقفا أخلاقيا وإنسانيا وسياسيا، عبّر فيه عن جوهر الدور الأردني الذي لا يساوم على المبادئ، ولا يهادن في الدفاع عن العدالة والحقوق.
جلالة الملك، بخطابه الحازم والواضح، أرسل رسائل قوية إلى العالم، حين قال: "الإغاثة لا يجوز تسييسها"، هذه العبارة لم تكن مجرد تعبير، بل تلخيص لموقف إنساني عميق يرى في تجويع المدنيين وحرمانهم من المساعدات وصمة عار على جبين البشرية، وخرقا صارخا لكل الأعراف الأخلاقية والقانونية.
لقد أظهر جلالته، مرة أخرى أن الأردن، بقيادته، ليس مجرد مراقب في مشهد دولي مأزوم، بل لاعب فاعل ومؤثر يقود جهودا إقليمية ودولية حثيثة من أجل وقف الحرب وإنقاذ أرواح الأبرياء، خاصة الأطفال والنساء الذين باتت صورهم تملأ شاشات العالم، وتفضح التخاذل الدولي.
من خلال تنسيق قوافل المساعدات، وتنفيذ أول عمليات إنزال جوي للمساعدات الإنسانية إلى غزة، برزت المملكة الأردنية الهاشمية، كواحدة من أوائل الدول التي تحركت بجدية على الأرض، وهذه التحركات لم تكن ارتجالية، بل نابعة من سياسة ثابتة، تؤمن بحق الشعب الفلسطيني في الحياة، وفي قيام دولته المستقلة على ترابه الوطني.
جلالة الملك عبدالله الثاني لم يتردد في تحميل المجتمع الدولي مسؤوليته، ولم يخشَ من مواجهة المنظومة العالمية بخطاب صريح وحازم، قالها بوضوح: استمرار الحرب وصمة عار، والسكوت عنها خيانة للقيم الإنسانية.
والمملكة التي لطالما دفعت ثمن مواقفها القومية، أثبتت من جديد أنها تقف على جبهة الدفاع عن فلسطين، ليس بالشعارات، بل بالأفعال، وتحركات الملك السياسية والدبلوماسية، من واشنطن إلى باريس، ومن برلين إلى الأمم المتحدة، كلها تصب في اتجاه واحد- وقف الحرب، حماية المدنيين، وفتح الأفق السياسي لحل عادل وشامل-.
ولم يغفل جلالته أيضا الأوضاع في الضفة الغربية، حيث تتصاعد الاعتداءات، وتنتهك المقدسات، وأكد أن هذا التصعيد لا يهدد الفلسطينيين وحدهم، بل يشعل فتيل أزمة إقليمية شاملة، وفي هذا السياق، يبرز الدور الأردني بوصفه صمام أمان في المنطقة، وحارسا أمينا للقدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية.
أما على الجبهة السورية، فقد أكد جلالته موقف المملكة الثابت من وحدة سوريا وسيادتها، مشددا على أن استقرار سوريا ضرورة إقليمية ودولية، وأن دعمها يجب أن يكون جزءا من خطة متكاملة لتأمين مستقبل أفضل لشعبها.
لم تكن المواقف التي عبّر عنها جلالة الملك خلال لقائه بالمستشار الألماني، مفاجئة لمن يُدرك عمق النهج السياسي والأخلاقي الذي تميزت به المملكة عبر العقود، فهي امتداد طبيعي لدور أردني راسخ، جعل من صوت المملكة أحد أبرز الأصوات الموثوقة والمؤثرة في الساحة الدولية، لا سيما في أوقات الأزمات.