الرواشدة تكتب: (عكورة المياه) ما زالت تجعل شتاء عمان أصعب من صيفها في التزويد المائي
(عكورة المياه) ما زالت تجعل شتاء عمان أصعب من صيفها في التزويد المائي
كتبت: ريم الرواشدة
تشهد عدة مناطق في العاصمة خلال فصل الشتاء اضطرابًا في برنامج توزيع المياه الأسبوعي، أكثر منه في فصل الصيف نتيجة تعكّر المصادر السطحية عقب الهطولات المطرية الغزيرة، التي تغذي بعض المحطات الرئيسية.
ويعتمد السكان - كما باقي السكان في المملكة- على نظام تزويد أسبوعي، ما يجعل أي توقف مفاجئ في الضخ ينعكس مباشرة على برنامج توزيع المياه الاسبوعي.
الآسبوع الماضي وما قبله، تعرضت عدة مناطق في عمان لعدم التزود بالمياه في اليوم المخصص لها وفق برنامج التوزيع، عزته مصادر في شركة مياه الاردن"مياهنا" لنقص في كميات المياه المتوفرة، نتيجة توقف بعض المصادر المزودة بفعل الهطول المطري الغزير الذي عاشته المملكة، وهذه الامطار الغزيرة أدت الى إرتفاع عكورة المياه مما أدى الى توقف الضخ من مصادر التزويد.
إرتفاع مستويات العكورة في في المياه يُعد أبرز التحديات الموسمية، إذ يؤدي تدفق الطمي والأتربة والمواد العضوية إلى المصادر المائية بعد الأمطار إلى تجاوز الحدود المسموح بها لمحطات المعالجة.
وعند ارتفاع العكورة فوق حد الأمان، تتوقف المحطات أو تخفض كميات الضخ إلى حين عودة المياه إلى مستوياتها الطبيعية، وأهمها محطة تحلية الزارة– ماعين و قناة الملك عبدالله الشرقية ، إذ توفر سنويا نحو 45 مليون متر مكعب من المياه العذبة لاكثر من مليوني شخص في المملكة، وبدأت العمل عام 2007، وتشكل مع مشروع «الديسي» أهم المصادر المزودة للعاصمة عمان.
تتزود "محطة الزارة – ماعين " بمياه جارية، من مصدرين أساسين، هما وادي الموجب ووادي الزرقاء – ماعين، ويتسبب تعكر المياه في هذين المصدرين في توقف المحطة عن العمل لايام في موسم الشتاء وبعيد الهطول المطري، مما يضعف قدرة المحطة على العمل ويحدث اختناقا في التزويد المائي للمواطنين من خلال برنامج توزبع المياه الاسبوعي، خاصة وأن وزارة المياه والري تلتزم التزاما صارما بايصال مياه مطابقة للمواصفة الاردنية لمياه الشرب، وانه بخلاف ذلك يتم ايقاف المصدر المائي اذا ما حدثت اية عكورة او اختلال بمواصفة المياه فيه.
في منتصف عام 2021 تم توقيع إتفاقية مع الوكالة الامريكية للتنمية الدولية (USAID) لتأهيل شبكات مياه مناطق ماحص والفحيص في جزء منها، ولاعادة تأهيل وتحسين كفاءة وحدات المعالجة في محطة الزارة – ماعين في جزئها الثاني، وبكلفة إجمالية تصل الى (22) مليون دولار.
إعادة التأهيل كان من خلال إنشاء وحدتين لترسيب ومعالجة المياه على الواديين- الموجب و الزرقاء- ، لحل مشكلة توقف المحطة عن العمل بسبب العكورة التي تعاني منها المملكة والمواطنين مع كل هطول مطري وذلك سيجنب المحطة التوقف عن العمل خلال أوقات الفيضانات وارتفاع عكورة المياه وكانت التقديرات انذاك، أن نحو 5 ملايين متر مكعب من المياه تضيع سنويا بسبب ارتفاع العكورة، ويتم التخلص منها عبر تهريبها الى البحر الميت والاودية المجاورة.
وكان مؤملا بعد أقل من عام ونصف من توقيع الاتفاقية ان تنتهي معاناة عدم التزود بالمياه من هذا المصدر خلال موسم الشتاء وبعد كل هطول مطري.
لكن لم يعلم حتى الان ما مصير هذه الاتفاقية، لكن ما هو معلوم أن العاصمة حتى يومنا هذا، تعاني من إضطراب التزويد المائي في الشتاء أكثر منه في الصيف.
إذ أن جريان المياه اثناء الهطول المطري في الاودية، يعمل على جرف مواد طينية ومواد ملوثه مما يجعل نوعية المياه تتغير وتصبح غير صالحة، ولا يمكن معالجتها بواسطة محطات المعالجة، بل تحتاج الى عملية ركود ووقت، لتتمكن محطات المعالجة من استقبالها ومعالجتها واعادة ضخها للمواطنين.
وأي توقف في محطة الزارة- ماعين، ولو لساعات قليلة، يربك برنامج التزويد الأسبوعي نظرًا لعدم وجود مرونة مائية كافية لتعويض الفاقد. ويؤدي ذلك إلى تأجيل الدور في عدد من المناطق أو تقليل ساعات الضخ.
أما قناة الملك عبدالله الشرقية فبالاضافة للعكورة، أسهم إنخفاض كميات المياه في سد الوحدة شمالا مع الجارة سوريا، وفي ذات الوقت المياه القادمة من "الكيان المحتل" في إضافة عبء جديد على برنامج توزيع المياه، نتج عنه مناطق واسعة من العاصمة بلا مياه في حين أن بعض الشوارع غرقت بفعل غزارة الهطول المطري.




