قرار سعودي يثير مخاوف شركات الحج والعمرة الأردنية
درب الأردن - أثار قرار وزارة الحج والعمرة السعودية بإطلاق مبادرة -نسك عمرة-، التي تتيح للراغبين في أداء العمرة وفريضة الحج التقديم المباشر عبر المنصات الإلكترونية المعتمدة دون الحاجة إلى مكاتب أو وسطاء خارجيين، موجة من القلق في أوساط شركات الحج والعمرة الأردنية التي تخشى من تأثيرات القرار على أعمالها.
وتتيح المبادرة، وفق بيان الوزارة، للمواطنين من مختلف الدول إتمام جميع إجراءات السفر والإقامة إلكترونيًا من خلال بوابة موحدة توفر خدمات الحجز والتصاريح والدفع، إضافةً إلى مواد تعريفية رقمية يمكن الوصول إليها عبر رمز الاستجابة السريعة (QR)، في إطار توجه شامل لتبسيط الإجراءات وتحسين تجربة ضيوف الرحمن.
وتندرج هذه الخطوة ضمن جهود السعودية لتحقيق رؤية 2030، التي تهدف إلى تعزيز التحول الرقمي في مختلف القطاعات، وتطوير منظومة الحج والعمرة بما يواكب متطلبات العصر ويرتقي بجودة الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين.
غير أن هذا التطور التقني، الذي يمثل نقلة نوعية في إدارة شؤون الحج والعمرة عالميًا، ألقى بظلاله على الشركات الأردنية العاملة في هذا المجال، إذ ترى فيه تخوفا لدورها التقليدي في تنظيم الرحلات وتأمين الخدمات اللوجستية للمواطنين الراغبين في أداء الشعائر.
وتشير تقديرات عاملين في القطاع إلى أن التقديم المباشر عبر المنصات السعودية قد يؤدي إلى تراجع الطلب على مكاتب الحج والعمرة في الأردن، ويؤثر على فرص العمل في هذا القطاع الذي يشغّل مئات الموظفين ويعد من أهم روافد الاقتصاد السياحي.
ويرى مراقبون أن القرار السعودي يعكس تحولًا استراتيجيًا نحو تقليص دور الوسطاء الخارجيين، في حين يُتوقع أن يدفع الشركات الأردنية إلى إعادة هيكلة خدماتها وتطوير أدوات رقمية وشراكات تقنية جديدة، تُمكّنها من مواكبة هذا التوجه وضمان بقائها في السوق.
في المقابل، يعتبر خبراء أن هذه التطورات تمثل فرصة لإعادة بناء قطاع الحج والعمرة الأردني على أسس رقمية حديثة، عبر الاستثمار في التكنولوجيا وتحسين مستوى الخدمات، بما يعزز من كفاءته وقدرته على التكيف مع المتغيرات الإقليمية في منظومة الحج والعمرة.




