الأسواق الأمريكية تتأرجح بين التفاؤل التكنولوجي والقلق الاقتصادي

تراجع جماعي في مؤشرات الأسهم الأمريكية بقيادة قطاع التكنولوجيا

الأسواق الأمريكية تتأرجح بين التفاؤل التكنولوجي والقلق الاقتصادي
الأسواق الأمريكية تتأرجح بين التفاؤل التكنولوجي والقلق الاقتصادي

درب الأردن - شهدت أسواق المال الأمريكية أسبوعاً مضطرباً، حيث سجل مؤشر ناسداك المركب، الذي تهيمن عليه شركات التكنولوجيا، أكبر خسارة أسبوعية له منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن خطط فرض رسوم جمركية عالمية. وتراجع المؤشر بنسبة 3% خلال الأسبوع، رغم انخفاض طفيف بلغ 0.2% يوم الجمعة، وسط مخاوف متزايدة من الإفراط في الإنفاق على مشاريع الذكاء الاصطناعي والوعود المبالغ فيها بشأن عوائدها.

تراجع جماعي في مؤشرات الأسهم

في المقابل، ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.1% يوم الجمعة، لكنه أنهى الأسبوع بخسارة بلغت 1.6%. أما مؤشر داو جونز الصناعي، فقد ارتفع 0.2% أو ما يعادل 75 نقطة، لكنه سجل انخفاضاً أسبوعياً بنسبة 1.2%.

نتائج مخيبة وتراجع في أسهم الذكاء الاصطناعي

بدأ الأسبوع بتفاؤل بعد إعلان "أمازون" عن صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 38 مليار دولار، لكن نتائج شركة "بالانتير تكنولوجيز"، الرائدة في الذكاء الاصطناعي، جاءت دون توقعات وول ستريت، ما أثار موجة من الحذر تجاه أسهم القطاع. وتراجع سهم "بالانتير" بنسبة 11%، فيما هبط سهم "إنفيديا" 7%، و"أوراكل" 9%. كما خيّبت نتائج "ميتا" و"مايكروسوفت" آمال المستثمرين، بانخفاض بلغ نحو 4% لكل منهما.

ويواجه المستثمرون تحدياً في تقييم جدوى الإنفاق الضخم على الذكاء الاصطناعي، والذي يُتوقع أن يصل إلى 400 مليار دولار هذا العام، مع زيادات مرتقبة في العام المقبل. وقال توماس مارتن، مدير المحافظ في "جلوبالت إنفستمنتس": "لا يزال الناس يتساءلون: هل فعلاً يستحق الأمر إنفاق كل هذه الأموال؟ وكيف ستتحقق أرباح منها؟"

ضغوط اقتصادية إضافية تفاقم التوتر

إلى جانب التراجع في أسهم التكنولوجيا، زادت عوامل اقتصادية أخرى من توتر وول ستريت، أبرزها استمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي الذي دخل شهره الثاني، ما أدى إلى توقف صدور البيانات الاقتصادية الرسمية، ومنها تقرير الوظائف الشهري. وفي ظل غياب هذه البيانات، ركز المستثمرون على مؤشر ثقة المستهلكين الصادر عن جامعة ميشيغان، والذي تراجع في نوفمبر إلى 50.3 نقطة، وهو أدنى مستوى له منذ منتصف عام 2022.

كما أظهر تقرير صادر عن شركة "تشالينجر جراي آند كريسمس" أن حالات تسريح الموظفين في الشركات الأمريكية تضاعفت ثلاث مرات تقريباً في أكتوبر، ما زاد من القلق بشأن تباطؤ سوق العمل.

تصريحات تحذيرية من كبار المستثمرين

ساهمت تصريحات عدد من كبار المستثمرين في تعزيز الحذر، إذ راهن مايكل بيري على انخفاض أسهم "إنفيديا" و"بالانتير"، فيما توقع كل من ديفيد سولومون، الرئيس التنفيذي لـ"جولدمان ساكس"، وتيد بيك، الرئيس التنفيذي لـ"مورجان ستانلي"، خلال قمة مالية في هونج كونج، أن تشهد الأسواق انخفاضاً يتراوح بين 10% و20% خلال العامين المقبلين.

بيانات إيجابية تخفف من حدة التراجع

ورغم هذه الضغوط، جاءت بعض البيانات الاقتصادية أكثر تفاؤلاً، إذ أظهرت شركة "أيه دي بي" نمواً في الوظائف الشهرية أفضل من المتوقع، كما ارتفع مؤشر نشاط قطاع الخدمات إلى أعلى مستوى له منذ فبراير، وفقاً لاستطلاع مديري المشتريات.

ترجمات+رصد