انطلاق فعاليات الدورة (24) لمعرض عمان الدولي للكتاب 2025
تحت الرعاية الملكية السامية..

درب الأردن - مندوبا عن جلالة الملك عبد الله الثاني، افتتح وزير الثقافة مصطفى الرواشدة اليوم الخميس، بحضور وزير الإعلام العماني الدكتور عبدالله الحراصي فعاليات الدورة (24) لمعرض عمان الدولي للكتاب الذي ينظمه اتحاد الناشرين الأردنيين.
وحضر حفل الافتتاح المعرض الذي يقام في المركز الأردني للمعارض الدولية-مكة مول، حتى 4 تشرين أول المقبل، وتحلّ سلطنة عُمان الشقيقة ممثلة بوزارة الثقافة والرياضة والشباب ضيف شرف المعرض لهذا العام، السفير العُماني لدى المملكة الشيخ فهد العجيلي، والوفد العُماني الضيف، ورئيس اتحاد الناشرين العرب محمد رشاد، وعدد من السفراء العرب في الأردن.
وجال الوزير الرواشدة بصحبة ضيوف الأردن، على جناح سلطنة عُمان ضيف الشرف لهذا العام، ووزارة الثقافة، ودائرة المكتبة الوطنية، وأمانة عمّان الكبرى، والمؤسسات العربية الرسمية.
ويشارك في المعرض 400 دار نشر من 22 دولة عربية وأجنبية، ويعتمد شعارَ "القدس عاصمة فلسطين" إلى جانب شعاره، لما تمثله القدس في وجدان الأمة العربية، ولتأكيد عروبتها وهويتها، وانسجاماً مع موقف الأردن ملكاً وحكومة وشعباً، وتأكيداً للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
وزير الثقافة
وقال وزير الثقافة مصطفى الرواشدة، في كلمته في حفل الافتتاح، "ارحب بكم أجمل ترحيب في هذا الحمى الأردني الهاشمي العروبي، الذي تأسس منذ البداية على حب العلم والمعرفة، وقام على فكرة التحرر والوحدة كمشرع نهضوي عربي إنساني، كما أرحب بوفد سلطنة عمان الشقيقة التي تشرفنا "ضيف شرف" ليس لمعرض الكتاب، فحسب، بل ضيوفا أعزاء على إخوة لهم في الأردن، فعُمان تربطها بالأردن علاقات تاريخية، ولها في الوجدان الأردني عميق الاحترام والتقدير والمحبة الغامرة.
وأضاف" لقد شكلت سلطنة عمان عبر هذا التاريخ سجلا وثائقيا من كنوز التراث في مختلف العلوم والمعارف الذي أثرى المحتوى العربي علما ومعرفة، وعزز اللغة وعلومها وآدابها وفنونها، وعمق معرفتنا بالفكر والهوية والمعرفة على تنوع حقولها ومرجعياتها، وان مشاركتها في هذا المعرض تشكل إضافة نوعية مهمة، وتمثل بالنسبة لنا في الأردن محل اعتزاز، ومحطة مهمة في العلاقة الثقافية مع الشقيقة سلطنة عمان في تكريس القيم الثقافية الأصيلة.
واشار الرواشدة إلى أن معرض عمان الدولي للكتاب يعد واحدًا من أهم الصناعات الثقافية الإبداعية، التي ننطلق في النظر إليها من رؤى صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين من خلال منطوقه وخطاب التكليف السامي بما يلهمنا في صياغة برامج عملنا لتعزيز اقتصادات الثقافة، وتوطين المعرفة والانتقال إلى فضاء الرقمنة ولغة العصر، والموازنة بين التراث والحداثة، مستلهمين قيم الهاشميين في التسامح والتشاركية ومعاني التنوع التي نستمد منها سبل التعاون مع المؤسسات والهيئات، ومنها شريكنا الاستراتيجي اتحاد الناشرين الأردنيين.
مدير معرض عمان للكتاب
بدوره، قال رئيس اتحاد الناشرين الأردنيين ومدير معرض عمان الدولي للكتاب جبر أبو فارس، إن الرعاية الملكية السامية لمعرض عمان الدولي للكتاب الذي ينظمه اتحاد الناشرين الأردنيين سنويا تمثل لنا مصدر العزيمة والهمة، وتدفعنا كناشرين لبذل المزيد من الجهود لإبقاء هذا الحدث الأردني الهام على خارطة المعارض العربية والدولية، وتعزيز مكانته كملتقى ثقافي يتجدد عاما بعد عام..
وأضاف أن المعرض بات حدثًا ثقافيًا بارزًا في الأردن وفي المنطقة العربية بأسرها، ويمثل منصة محورية لالتقاء الأفكار، وتعزيز الحوار الثقافي، والاحتفاء بالكلمة المكتوبة، مشيرا إلى أهمية دور الأردن كجسر ثقافي مفتوح على العالم، وشريك فاعل في صناعة المعرفة الإنسانية التي هي أساس الأمن الفكري والاجتماعي.
ورحب أبو فارس بالأشقاء في سلطنة عُمان ضيفَ شرف الدورة الرابعة والعشرين، وقال" إن استضافة سلطنة عُمان الشقيقة هي ترجمة عملية لعلاقات راسخة تقوم على الاحترام والتبادل الثقافي، كما أنها تثري المعرض بتاريخها وإنجازها الفكري وبما تحوزه من إرث ثقافي عريق وتراث حضاري عميق".
السفير العُماني
والقى السفير العُماني لدى المملكة، الشيخ فهد العجيلي كلمة سلطنة عُمان ضيف الشرف معرض عمان الدولي للكتاب نقل خلالها تحيات صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب في السلطنة، وامنياته لمعرض عمان الدولي للكتاب بتحقيق اهدافه وغاياته المنشودة.
وقال "نعبر لكم سعادتنا واعتزازنا بدعوة المملكة لسلطنة عُمان لتحل ضيف شرف هذه الدورة من المعرض العريق، الذي يتبوأ مكانة مرموقة بين معارض الكتاب العربية والدولية ويعد أحد المحافل الثقافية والحضارية البارزة، نظرا لما يحظى به من صيت طيب، وما يتميز من نشاط ثقافي ومعرفي جدير بالثناء والتقدير، الأمر الذي جعله محط انظار العالم، وبما يستقطبه من دور نشر عالمية وعربية عريقة، واستضافته لكبار الكتاب والأدباء والمفكرين من انحاء العالم".
واضاف "أن هذه المشاركة تأتي تجسيدا لعمق الروابط التاريخية بين البلدين الشقيقين، والعلاقات المتينة التي تسعى القيادتان الحكيمتان في البلدين لترسيخها على أسس المحبة والاحترام، موضحا أن هذه المشاركة تعزيزا للتبادل الثقافي الخلاق، وتأكيدا على دور الثقافة في تقوية أواصر الإخاء بين شعبينا، الذين تربطهما الكثير من وشائج
القربي والثوابت الكبرى المشتركة".
وعبر السفير العجيلي في اعتزازه بتواجده في الأردن، وقال " لنقدم جزءا من إرثنا الحضاري ونعرض جوانب من منجزنا الثقافي والفكري، ونضع بين يدي المواطن الأردني بعضا مما أنجزته العبقرية العمانية في مختلف ضروب العلم والمعرفة والإبداع، أملا أن ينال برنامجنا الثقافي والفني قبول الزائر الأردني واستحسانه.
وفي السياق ذاته، قال رئيس اتحاد الناشرين العرب محمد رشاد، إنَّ من حُسنِ الطالعِ أنْ يكونَ معرضُ عمان الدوليِّ للكتابِ هو باكورةَ المعارضِ العربيةِ التي تُقامُ سنويًّا، وهذه المعارض هي أكبرُ وأهمُ نشاطٍ ثقافيٍّ كونُها تؤدي دورًا ثقافيًّا مجتمعيًّا في البلادِ العربيةِ، فتكونَ أشبهَ بعُرس ثقافيٍّ ينتظره الكُتَّابُ والمفكرون والمثقفون والناشرون ومحبو القراءةِ بفارغِ الصبرِ من عامٍ إلى عامٍ.
وأضاف هذه المعارضَ بمثابةٍ فرصةٍ حقيقيةٍ تعبِّرُ عن مدى تواصلِنا الثقافيِّ وترابطِنا الفكريِّ، ومعرضُ عمان الدوليُّ للكتابِ خيرُ مَن يحققُ الهدفَ والغايةَ من إقامةِ المعارضِ الثقافيةِ، فأيُ متابعٍ للشأنِ الثقافيِ لا يَسَعُه إلا أن يرى بوضوحٍ مدى التطورِ الذي يمرُّ به معرضُ عمان من عامٍ إلى عامٍ، سواءٌ أكانَ على مستوى الشكلِ أم على مستوى المضمونِ، وما يبدو عليه من حُسنِ الإعدادِ والتنظيمِ، وزيادةِ أعدادِ الناشرينَ المشاركينَ، ووفرةِ عناوينَ الإصداراتِ الجديدةِ المعروضةِ، فضلًا عن تنوعِ موضوعاتِها في شتَّى مجالاتِ العلمِ والمعرفةِ، كما يلفتُ انتباهَنا أيضًا البرنامجُ الثقافيُّ الحافلُ بالأنشطةِ المختلفةِ من ندواتٍ ولقاءاتٍ ووِرشِ عملٍ.
وأشاد رئيس اتحاد الناشرين العرب، رشاد بجهود اتحادِ الناشرينَ الأردنيينَ، على ما بذلوه من جهدٍ كبيرٍ من أجلِ إنجاحِ المعرضِ، مبينا انه يحسب للزملاء اعضاء الاتحاد أنهم الوحيدونَ على مستوى الاتحاداتِ الإقليميةِ الذين يتصدَّرون في معرضِ عمان الدوليِّ للكتابِ.
وفي حفل الافتتاح، قدمت فرقة أوتار التخت القادمة من سلطنة عمان الشقيقة والمكونة من 5 عازفين على آلات موسيقية شرقية معزوفات موسيقية من عيون الموروث الموسيقي العُماني الذي يمثل مجموعة فنون من الفنون العُمانية المغناة في مختلف مناطق السلطنة، وعزفت كذلك
مقطوعة موسيقية للاغنية الاردنية "يا سعد" للفنان عمر العبداللات.
كما قدمت فرقة شابات السلط الموكنة من 6 اعضاء من الشباب والشابات لوحات فلكلورية من الموروث الاردني لفنون الدبكة والسامر.
وفي ختام الحفل تبادل الوزيران الاردني والعُماني ورئيس اتحاد الناشرين الاردنيين الهدايا والدروع التذكارية بهذه المتاسبة. وتلا ذلك جولة قام بها الرواشدة والحراصي والوفد المرافق وضيوف المعرض من الاشقاء العرب وعدد من السفراء العرب على جناح الاطفال في معرض عمان الدولي الكتاب.
يشار إلى أن اللجنة الثقافية للمعرض قد اختارت د. سلطان المعاني الشخصية الثقافية للمعرض بدورته هذه، وأعدت البرنامج الثقافي للمعرض الذي تشمل ندوات ثقافية وفكرية ونقدية وفلسفية، وجلسات حوارية في قضايا راهنة، وأمسيات شعرية وقصصية، وورشة للكتابة الإبداعية، بمشاركة 170 مبدعاً من الأردن والدول العربية الشقيقة، إلى جانب برنامج خاص بالطفل تشرف عليه مؤسسة عبد الحميد شومان.