الرواشدة يكتب: الأردن يتصدّى لحملات التحريض ويتمسك بمواقفه الثابتة في دعم القضية الفلسطينية

الرواشدة يكتب: الأردن يتصدّى لحملات التحريض ويتمسك بمواقفه الثابتة في دعم  القضية الفلسطينية
الأردن يتصدّى لحملات التحريض ويتمسك بمواقفه الثابتة في دعم القضية الفلسطينية


الأردن يتصدّى لحملات التحريض ويتمسك بمواقفه الثابتة في دعم فلسطين

كتب: راشد الرواشدة

منذ تأسيس المملكة الأردنية الهاشمية ، لم يكن دعم القضية الفلسطينية خياراً ظرفياً أو مجاملة سياسية، بل كان وما يزال جزءاً من عقيدة الدولة وركيزة أساسية من ثوابتها الوطنية والخارجية، هذا الموقف الثابت الذي عبّر عنه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، في المحافل الدولية، وكرّسته الدبلوماسية الأردنية بمواقفها المتزنة، عاد إلى الواجهة مجدداً وسط حملات تحريض ممنهجة واعتداءات مرفوضة طالت مقارّ البعثات الدبلوماسية الأردنية في الخارج.

ما تعرضت له سفارات المملكة في عدد من العواصم من اعتداءات واستهداف مباشر، لا يمكن قراءته بمعزل عن الجهود الكبيرة التي يبذلها الأردن في ملف غزة، سواء من حيث الإغاثة الميدانية المستمرة أو من حيث الضغط السياسي والدبلوماسي على المجتمع الدولي من أجل وقف العدوان ورفع الحصار وتهيئة الأرضية لسلام عادل وشامل.

المملكة، التي تتصدر واجهة الدعم الإنساني لأهل غزة، عبر جسر جوي وبري وبحري لم يتوقف منذ بدء العدوان، تجد نفسها في مواجهة حملات تشويه تستهدف دورها المحوري في نصرة الشعب الفلسطيني، لكن الرد الأردني لم يكن انفعاليا، بل جاء موزوناً وحازماً؛ إذ أدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الاعتداءات، ووجهت رسائل واضحة إلى وزارات الخارجية في الدول التي وقعت فيها هذه الحوادث، مطالبة بضمان حماية البعثات الأردنية، ومحاسبة من يقف وراء هذه التجاوزات.

إن تحرك وزارة الخارجية يعكس وعياً دبلوماسياً عميقاً، ويستند إلى الشرعية الدولية، وتحديداً اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961، التي تُلزم الدول المضيفة بحماية البعثات والسفارات، كما أن متابعة الوزارة لهذه الاعتداءات مع الجهات المعنية في الدول ذات الصلة يُظهر إصراراً أردنياً على رفض أي استهداف رمزي أو فعلي للدور الأردني، ويؤكد أن الدفاع عن فلسطين لا يمكن أن يكون مبرراً لتجاوز القانون أو استهداف من يناصر هذه القضية بعدالة.

لكن الأهم من ذلك هو الرسالة السياسية التي يحملها هذا الموقف.. -الأردن لا يغيّر مبادئه تحت الضغط، ولا تُرهبه الحملات الإعلامية المضلّلة، ولا تثنيه محاولات التخويف أو التحريض-، فمواقفه نابعة من قناعة استراتيجية، ومرتبطة برؤية أخلاقية وإنسانية، ولا تخضع للمزايدات أو الابتزاز السياسي.

الرد إذاً، ليس فقط دفاعاً عن البعثات الدبلوماسية، بل هو تأكيد متجدد بأن الانحياز للشعب الفلسطيني ليس موسماً ولا خطاباً سياسياً، بل التزام تاريخي ومبدأ وطني ودور إقليمي مسؤول، ومَن يُهاجم الأردن، عن قصد أو جهل، إنما يهاجم أحد أكثر الأصوات صدقاً وعقلانية في ملف بقي لعقود ميداناً للمساومات والصراعات والتنازلات.

في المحصلة، تبقى البوصلة الأردنية متجهة نحو نصرة الحق الفلسطيني، وتبقى دبلوماسية المملكة متماسكة في وجه العواصف، مدعومة بشرعية الموقف، وعدالة القضية، وقوة القيادة، وحكمة الدولة.