الفاو تنظم ورشة ختامية لمشروع (خفض الطاقة) في سد الملك طلال (صور)
من خلال تحسين كفاءة أنظمة الطاقة الشمسية العائمة
درب الأردن - نظمت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) ورشة ختامية للمشروع الريادي "خفض التكاليف من خلال تحسين كفاءة أنظمة الطاقة الشمسية العائمة".
يشكل مشروع الطاقة الشمسية الكهروضوئية العائمة في سد الملك طلال مثالاً عملياً على كيفية تحويل التحديات المناخية وشح الموارد إلى فرص مبتكرة ومستدامة، من خلال جهد تعاوني بقيادة فريق الطاقة في المقر الرئيسي لمنظمة الأغذية والزراعة ومكتب المنظمة في الأردن، بالشراكة مع وزارة المياه والري - سلطة وادي الأردن، واستشاريين محليين، وجمعيات زراعية غذائية.
ماهو مشروع خفض الطاقة؟
يبرهن هذا المشروع التجريبي على أن الطاقة المتجددة وإدارة المياه يمكن أن تتكاملا في حل واحد، يحقق زيادة في كفاءة إنتاج الطاقة بنسبة متوقعة تتراوح بين 5% و15%، وفي الوقت ذاته يحد من فاقد المياه الناتج عن التبخر بنسب قد تصل إلى 30–90 % من خلال الاستفادة من المسطحات المائية القائمة، إذ يتيح النظام العائم تحقيق كفاءة أعلى في استخدام الموارد دون الضغط على الأراضي الزراعية أو الطبيعية، وهو أمر بالغ الأهمية في سياق الأردن.
يستخدم مشروع "خفض التكاليف من خلال تحسين كفاءة أنظمة الطاقة الشمسية العائمة"، نظام ألواح شمسية تطفو مباشرة على سطح السد. حيث يكمن جوهر الابتكار في بساطة النظام: فالمياه المحيطة تُبرّد الألواح بشكل طبيعي.
وقال ممثل منظمة الأغذية والزراعة في الأردن المهندس نبيل عساف: لقد تم اختيار سد الملك طلال كموقع تجريبي لهذا المشروع، حيث يوفر الموقع ظروفاً مثالية للاختبار: حيث توفر درجات الحرارة المحيطة العالية بيئة مثالية لإثبات فوائد التبريد، مستفيدين من حجم المياه الكبير في السد والبنية التحتية القائمة. والأهم من ذلك، أن الاتصال بشبكة الكهرباء في الموقع
2 / 2
يسهّل عملية الدمج، كما أن المجتمعات الزراعية المحيطة تجعله موقعاً ممتازاً لعرض التأثير المباشر للتكنولوجيا على المزارعين، ولأغراض التوعية والتدريب المستقبلية.".
ولفت الى أن هذا المشروع" يؤكد التزام منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) الراسخ بدعم الأولويات الوطنية للأردن في تعزيز الأمن المائي والطاقي،والتكيف الفعّال مع تغير المناخ، بالإضافة الى ضمان وصول الفوائد الملموسة إلى المزارعين والمجتمعات المحلية الذين هم في قلب عملنا"، مشددا على أن نجاح هذا المشروع هو ثمرة شراكة فعالة جمعت بين المؤسسات الوطنية، والخبرات الفنية، والجهات الدولية، و أن هذا التعاون هو "المحرك الحقيقي" الذي يحول الابتكار الورقي إلى أثر مستدام على أرض الواقع.
من جهته، قال مندوب أمين عام سلطة وادي الاردن/ وزارة المياه و الري، مساعد الآمين العام للشؤون الفنية المهندس ماجد خريسات :" إن قطاع المياه والطاقة في الأردن يواجه تحديات حقيقية، في مقدمتها شح الموارد المائية وارتفاع كلف الطاقة، الأمر الذي يجعل من البحث عن حلول مبتكرة وفعّالة ضرورة وطنية وليست خياراً."
و أضاف: "ومن هنا، جاءت أهمية هذا المشروع الذي جمع بين الإبداع التقني، والكفاءة الاقتصادية، والحفاظ على البيئة في نموذج متكامل يعكس قدرة الأردن على تبني حلول غير تقليدية لمواجهة التحديات."
ولفت:"لقد أثبتت أنظمة الطاقة الشمسية العائمة، من خلال هذا المشروع، قدرتها على خفض كلف التشغيل، وتحسين كفاءة إنتاج الطاقة، وتقليل فاقد التبخر من المسطحات المائية، وهي فوائد متعددة الأبعاد تخدم قطاعي المياه والطاقة في آنٍ واحد"، مبينا أن هذا ما يتوافق بشكل مباشر مع استراتيجية سلطة وادي الأردن في تحقيق الاستدامة وترشيد النفقات وتحسين الأداء المؤسسي.
في الختام، تؤكد الفاو التزامها بمواصلة العمل مع شركائها لتعزيز حلول متكاملة تحقق الاستخدام الأمثل للطاقة والمياه، وتسهم في بناء نظم زراعية وغذائية أكثر صموداً واستدامة للأجيال القادمة.




