في ذكرى الراحل الشيخ كامل القرعان... رثاء وفاء من قفطان شلاش المجالي (أبو فراس) 

في ذكرى الراحل الشيخ كامل القرعان... رثاء وفاء من قفطان شلاش المجالي (أبو فراس) 
في ذكرى الراحل الشيخ كامل القرعان... رثاء وفاء من قفطان شلاش المجالي (أبو فراس) 

درب الأردن - في ذكرى الراحل الشيخ كامل القرعان... رثاء وفاء من قفطان شلاش المجالي (أبو فراس) 
حين يغيب الكبار... تبقى ذكراهم نورًا لا ينطفئ
في مثل هذا اليوم، تمرّ علينا الذكرى العاشرة لرحيل الأخ والصديق، الشيخ كامل سليمان القرعان (أبو سهيل)، أحد شيوخ ورجالات محافظة إربد الشمّاء، الذين لم يكونوا عابرين في تاريخ الناس، بل كانوا من صنّاع الألفة، ووُجهاء الخير الى جانب من عرفتهم وعاشرتهم من مشايخ اربد  في تلك الحقبة ، وروّاد الإصلاح. واليوم، ونحن نحيي ذكراه، نُحيي أيضًا ذكرى مشايخ إربد الأكارم الذين كان لهم دور بارز في بناء الوطن ورفعة مكانته.
لقد كان الشيخ كامل القرعان من أبرز هؤلاء الرجال الذين امتازوا بالحكمة والمروءة، وكانوا في طليعة من عملوا على تعزيز قيم الألفة والتآزر بين أبناء المحافظة والوطن. برفقة الشيخ محمود علاونة (أبو معن) والشيخ محمد سنقر (أبو علي) ، كان يشكل معًا مثلثًا من العطاء، يعملون بلا كلل ولا ملل لتحقيق المصلحة العامة، والإصلاح بين الناس، ونشر المحبة والسكينة في المجتمع.
عرفته في ربيع العام 1996، حين تسلّمت عملي محافظًا لإربد، وكنت أبحث عن سند من أهل الحكمة والخبرة، ممن يعرفون الأرض وأهلها، ويجمعون بين الهيبة والتواضع. فكان لقائي بالشيخ كامل القرعان، مع أصدقائه الكرام، لقاءً يختزن المعنى الحقيقي للرجولة والصدق والانتماء. لقد كانت تلك اللحظات، وقتها، هي بداية علاقة لا تقتصر على الأعباء المهنية، بل امتدت إلى روابط صداقة وأخوة قائمة على الاحترام المتبادل.
طلبت منهم أن يكونوا إلى جانبي، سندًا وعونًا في معالجة قضايا الناس، فلبّوا النداء من غير تردد، كانوا مدرسة في الصبر والحكمة، حاضرين في ميادين الخير، لا ينقطعون عن الإصلاح، ولا يتراجعون عن خدمة الناس. وكانوا، معًا، "ثلاثيًّا" من نور، أينما حلّوا نشروا السكينة، وأينما وُجدوا أصلحوا بين الناس، وتركوا أثرًا لا يُمحى.
لم يكن تواصلنا محدودًا بفترة العمل، بل ظلّت الأواصر ممتدة، وتعمّقت المودة، واستمرّت الزيارات بيننا حتى بعد انتقالي إلى العاصمة، وبعد أن حملتُ مسؤوليات وزارية ودبلوماسية. كنت أزورهم، ويزورونني، يجمعنا الحب والاحترام، ويظللنا الوطن.
واليوم، وبعد مضي عشر سنوات على الرحيل، تبقى ذكراه تعيش في القلب، محفورة في الوجدان، مخلّدة بمواقف لا تُنسى. وها هو الابن البار، الدكتور محمد كامل القرعان (أبو كامل)، يخطّ في ذكرى والده كلماتٍ نابعة من قلب محب وممتن، تستعيد معاني الوفاء والعراقة، وتُشعل جذوة الحنين.
رحم الله الشيخ أبا سهيل، ورحم الشيخ أبا علي، والشيخ أبا معن، وأسكنهم فسيح جناته. لقد كانوا رجالًا عظامًا في زمن يُفتقد فيه الكبار. رحمهم الله رحمة واسعة، وجعل البركة في أبنائهم وذريتهم، وفي العشائر الطيبة التي أنجبتهم.
حفظ الله أخي العزيز الدكتور محمد (أبو كامل ) ، وبارك فيه، وفي سعيه، ليستمر في حمل راية الآباء، وفاءً لمسيرة الخير، في خدمة الأردن العزيز، تحت راية القيادة الهاشمية المباركة.
أخوكم المحب
قفطان شلاش المجالي