كاميرات الحماية تتحول إلى عيون العدو.. إيران تتسلل إلى عقر الدار الإسرائيلي

درب الأردن - في فصل مثير من فصول الحرب المعقدة بين إيران وإسرائيل، كشفت وكالة "بلومبيرغ" عن اختراق خطير يكاد يكون سينمائيًا: تمكنت طهران من الولوج إلى كاميرات المراقبة الخاصة داخل إسرائيل، في محاولة للحصول على معلومات استخباراتية حية ومباشرة عن نتائج ضرباتها الصاروخية.
التحذير لم يأتِ من جهة هامشية، بل من أحد كبار القادة السابقين في الأمن السيبراني الإسرائيلي، رافائيل فرانكو، الذي أطلق جرس الإنذار عبر الإذاعة العامة قائلًا: "الإيرانيون يحاولون منذ أيام الاتصال بالكاميرات لفهم مدى دقة صواريخهم… إنها حرب معلومات في زمن الغموض والرماد".
وتزامن هذا الاختراق مع اشتعال حرب سيبرانية معلنة بين الطرفين؛ ففيما تعطّل بنك إيراني كبير وتنهار بورصة رقمية بفعل هجمات نفذها فريق "Predatory Sparrow" الموالي لإسرائيل، تشكو طهران عبر وكالة أنبائها الرسمية من هجوم شامل استهدف بنيتها التحتية الحيوية.
الجانب الإسرائيلي يرى في الكاميرات المتصلة بالإنترنت ساحة معركة متجددة، حيث قال متحدث باسم مديرية الأمن السيبراني الوطني: "نتعرض لمحاولات اختراق متكررة منذ بدء الحرب، والمشهد لا يزال يتصاعد".
لكن هذا لم يكن حدثًا منفردًا؛ إذ سبق لحماس أن استغلت آلاف الكاميرات خلال هجومها في 7 أكتوبر 2023، بحسب اعتراف المدير السابق للمديرية ذاتها، الذي وصف ما جرى آنذاك بـ"الكارثة الاستخباراتية".
وتتكرر المعضلة اليوم مع كاميرات بسيطة نصبها مزارعون قرب الحدود، لمراقبة الحقول، فإذا بها تُستخدم دون قصد في التقاط مواقع الجنود على طول السياج مع غزة.
فرانكو ختم تحذيره بعبارة أشبه بصفعة وعي: "عندما تحاول حماية نفسك… قد تكون في الوقت نفسه من يكشف أسراره للعدو".