سوريا.. تشهد أول انتخابات برلمانية بعد سقوط نظام الأسد

درب الأردن - تشهد سوريا اليوم الأحد أول انتخابات برلمانية بعد سقوط نظام الأسد، حيث تنطلق عملية اختيار أعضاء مجلس الشعب عبر هيئات ناخبة تم تشكيلها في مختلف المحافظات السورية. وتُعد هذه الانتخابات خطوة مفصلية نحو بناء مؤسسات تشريعية جديدة تعكس المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد منذ سقوط النظام في 8 كانون الأول الماضي.

تفاصيل العملية الانتخابية

 تبدأ عملية التصويت في الساعة التاسعة صباحاً في مراكز الاقتراع المحددة من قبل اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب، باستثناء بعض مناطق محافظتي الرقة والحسكة (معدان، رأس العين، تل أبيض) التي سيتم تحديد موعد لاحق للاقتراع فيها، فيما تبقى مقاعد باقي الدوائر في المحافظتين، إضافة إلى محافظة السويداء، شاغرة حتى توافر الظروف المناسبة.

يشارك في التصويت أعضاء الهيئات الناخبة المعتمدون، حيث يُبرزون أوراقهم الثبوتية للحصول على بطاقات انتخابية، ثم يتوجهون إلى رئيس اللجنة الفرعية لاستلام ورقة الاقتراع الرسمية، ويُدلون بأصواتهم في غرفة اقتراع سرية، قبل وضع الورقة في الصندوق بشكل علني.

تنتهي عملية الاقتراع مبدئياً عند الساعة الثانية عشرة ظهراً، ويمكن تمديدها حتى الرابعة عصراً إذا لم يُدلِ جميع أعضاء الهيئة الناخبة بأصواتهم.

فرز الأصوات وإعلان النتائج

بعد انتهاء التصويت، يُفتح صندوق الاقتراع أمام وسائل الإعلام وتبدأ عملية الفرز، لتُعلن النتائج الأولية مباشرة. ثم تُحال النتائج إلى لجان الطعون للنظر في الاعتراضات، على أن تُعلن النتائج النهائية في مؤتمر صحفي رسمي يوم الاثنين أو الثلاثاء المقبلين.

الترشيح والحملات الدعائية

أُغلق باب الترشح في 28 أيلول الماضي على مستوى 50 دائرة انتخابية، وبلغ عدد المرشحين 1578، بينهم 14% من النساء. وانطلقت الحملات الدعائية في 29 أيلول وانتهت مساء الجمعة، ليكون السبت يوم الصمت الانتخابي.

النظام الانتخابي الجديد

 تُجرى الانتخابات وفق آلية مؤقتة حددها المرسوم الرئاسي رقم (66) لعام 2025، الصادر عن الرئيس السوري أحمد الشرع، والذي نص على تشكيل لجنة عليا من عشرة أعضاء برئاسة محمد طه الأحمد للإشراف على العملية الانتخابية.

 ينص المرسوم على توزيع أعضاء المجلس وفق الكثافة السكانية وفئتي الأعيان والمثقفين، بحيث يُعيّن رئيس الجمهورية ثلث الأعضاء، ويُنتخب الثلثان الآخران عبر هيئات ناخبة موزعة على المحافظات.

 وبموجب المرسوم رقم (143) لعام 2025، تم تحديد عدد أعضاء المجلس بـ 210، تُنتخب ثلثاهم من قبل الهيئات الناخبة في الدوائر الإدارية، ويُقتصر حق الترشح على أعضاء هذه الهيئات.

الرقابة والطعن

قامت اللجنة العليا بجولات ميدانية في المحافظات، واختارت أعضاء اللجان الفرعية بالتشاور مع الفعاليات المجتمعية، كما شُكّلت لجان طعون قضائية مستقلة للنظر في الاعتراضات على القوائم الانتخابية والنتائج.

أشار المتحدث باسم اللجنة، نوار نجمة، إلى أن مرحلة الطعون كانت حاسمة لمنع تسلل داعمي النظام السابق إلى الهيئات الناخبة، مؤكداً أن اللجنة تتابع ما يُنشر على وسائل التواصل الاجتماعي من أدلة لإسقاط عضوية أي عضو يثبت دعمه للنظام السابق.

يُذكر أن مدة ولاية مجلس الشعب الجديد ستكون سنتين ونصف قابلة للتمديد، ما يجعل هذه الانتخابات نقطة تحول في المسار السياسي السوري.

وكالات