أبو رمان يكتب: بين جرس الامتحان وصافرة الخطر.. طلاب التوجيهي في اختبارين لا يُحتملان

درب الأردن - هذا ما كتبه الدكتور محمود أبو رمان على صفحته الرسمية على الفيسبوك بعد إطلاق صافرات الإنذار أثناء انعقاد امتحان التوجيهي اليوم.
نشر الدكتور محمود أبو رمان على صفحته الرسمية "الفيسبوك": في هذا الصباح، خرج ابني إلى امتحان الثانوية العامة، محملاً بقلق الامتحان ككل أقرانه. لكن ما لم يكن في الحسبان، أن يصبح الامتحان ذاته ساحةً جديدة للقلق، بعد أن اخترقت الأجواء المدرسية أصوات صافرات الإنذار، فأحدثت شرخًا في تركيز الطلبة، وزادت من وطأة التوتر.
لم يكن التحدي داخل ورقة الامتحان وحده، بل في الصراع مع الخوف، ومع كل ثانية ضائعة لم تُعوض.
صفارات الإنذار، رغم أهميتها في تنبيهنا للخطر، لم تلقَ معالجة مدروسة داخل قاعات الامتحان، فبدلاً من أن تكون الاستجابة محكومة بخطط طوارئ واضحة ومتناسقة، وجد الطلبة أنفسهم أسرى الكرسي، ممنوعين من التحرك، حتى لو كان ذلك لتحاشي الجلوس إلى جانب النافذة..!
كم أب وولي أمر اليوم طرح هذه الأسئلة التي ما زالت معلّقة بلا إجابة:
- كيف يُعوض الطلبة عن الوقت الذي قُضم من زمن الامتحان بفعل الالتزام بتعليمات الطوارئ؟
- هل سُمح فعلًا للطلبة بالتحرك عن نوافذ الخطر؟
- من يتحمل مسؤولية الخوف والتشويش الذي انتشر في أجواء الامتحان؟
- وأين التناغم بين تعليمات الأمن العام والتعليمات التربوية داخل القاعات؟
ما حدث اليوم هو امتحان للنظام، امتحان للجهاز التربوي في مواجهة الأزمات، وامتحان لإنسانية اللحظة.
الطلبة لم يبحثوا عن امتيازات، فقط عن فرصةٍ عادلة لإتمام اختباراتهم دون رعب، دون قطع في الزمن، ودون ضياع لتركيز بُني خلال أشهرٍ من السهر والدراسة.
نحن لا نطلب المستحيل، بل نطلب الحق: أن يكون هناك بروتوكول واضح، شفاف، يُعلن للطلبة ولذويهم، ويُطبّق بتوازن بين السلامة والعدالة الأكاديمية.
فإلى وزارة التربية والتعليم... وإلى كل من يعنيه مستقبل هذا الجيل:
هل من يسمع وسط هدير الصفارات؟.