125 مليون قتيل.. سيناريو كارثي لحرب نووية محتملة بين الهند وباكستان

درب الأردن - في تصعيد غير مسبوق، أعلنت الهند إجراءات صارمة ضد باكستان بعد -هجوم دموي في كشمير- أودى بحياة 26 شخصًا، حيث أمهلت المواطنين الباكستانيين لمغادرة أراضيها، وأغلقت الحدود، وعلّقت معاهدة تقاسم المياه، وسحبت دبلوماسييها من إسلام آباد. وردّت باكستان سريعًا بإغلاق مجالها الجوي والحدود، ووقف التجارة الثنائية، مؤكدة أن أي تهديد لسيادتها سيُقابل بردّ رادع.
يأتي هذا التصعيد ضمن سلسلة مواجهات متكررة بين -القوتين النوويتين-، حيث تكرر العنف في كشمير سابقًا، وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن الهند وباكستان كادتا تقتربان من مواجهة نووية في عام 2019.
الردع النووي المتباين
تبنّت الهند عقيدة الردع الأدنى الموثوق، التي تقوم على الاحتفاظ بعدد محدود من الأسلحة النووية، مع التزام بعدم البدء بالاستخدام، بينما تتبع باكستان الردع بالغموض-، حيث تلمّح إلى إمكانية استخدام السلاح النووي أولًا لردع أي هجوم هندي.
يمتلك البلدان 300 إلى 400 رأس نووي، تتوزع بين القنابل الانشطارية والهيدروجينية، مع قدرات متنوعة تشمل الصواريخ الباليستية والطائرات المعدلة والغواصات النووية، ما يجعل أي تصعيد عسكري بينهما يحمل خطرًا استراتيجيًا كبيرًا.
رغم أن التصعيد النووي لا يزال مجرد سيناريو محتمل، إلا أن التوترات المستمرة والتاريخ الطويل من الصراعات تجعل من هذه الأزمة تحديًا عالميًا خطيرًا.
تمتلك الهند وباكستان مكونات مختلفة من الثالوث النووي، الذي يشمل القاذفات الإستراتيجية والصواريخ الباليستية البرية والصواريخ التي تُطلق من الغواصات. الهند تعتمد بشكل رئيسي على الصواريخ الباليستية مثل سلسلة آجني، التي تصل بعض طرازاتها إلى مدى 8000 كيلومتر، إلى جانب الغواصة النووية أريهانت المزودة بصواريخ "كي-15" و"كي-4". كما تم تعديل طائراتها الحربية لحمل الأسلحة النووية.
أما باكستان، فتملك سلسلة صواريخ حتف التي يصل مداها إلى 2750 كيلومتراً، إضافة إلى تطوير صاروخ كروز بابور-3، القادر على الإطلاق من الغواصات، كما أُعدّت بعض طائراتها مثل "إف-16" لحمل قنابل نووية.
في عام 2019، رسمت دراسة سيناريو افتراضيًا لصراع نووي شامل بين البلدين يبدأ بهجوم إرهابي على البرلمان الهندي، يؤدي إلى تصعيد عسكري. باكستان تلجأ إلى الضربات النووية التكتيكية، بينما ترد الهند بضربات نووية إستراتيجية واسعة النطاق. خلال أيام قليلة، يتبادل الطرفان مئات الضربات النووية، مما يؤدي إلى دمار واسع ومقتل 50 إلى 125 مليون شخص، إضافة إلى تأثير عالمي بسبب انتشار السخام في الغلاف الجوي، الذي قد يتسبب في مجاعة عالمية نتيجة انخفاض درجات الحرارة والإضرار بالإنتاج الزراعي.
رغم أن هذا السيناريو غير مؤكد، إلا أن التوتر المستمر بين البلدين يجعل خطر التصعيد النووي حقيقيًا، مع عواقب لا يمكن التنبؤ بها.وكالات+رصد